Selasa, 12 Mei 2015

محتويات

الأخلاق
 ترتبط الأخلاق ارتباطاً وثيقاً بكل جوانِب حياة الإنسان، فتصرفات الإنسان تعكِس ما يتّصف به من أخلاقٍ، فالشكل الخارجيّ يُسمى بالخَلْق وهو ما يظهر لكل شخصٍ، بينما الخُلُق لا يظهر إلّا بعد التعامل مع الشخص.

تُعتبر الأخلاق هي المبادىء الأساسيّة التي يقوم عليها أي مجتمع، فالجميع يعيش تحت مظلةِ المُجتمع ولا بدّ من تنظيمِه بقواعَد محدَّدةٍ من أجل أن يكون قوياً وسليماً
 .
تعريف الأخلاق
الخُلُق لغةً هو الطَّبع والسَّجيّة، واصطلاحاً هو مَيل الشَّخص إلى التصرُّف بطريقةٍ معينةٍ، بينما التخلُّق هو التكيُّف حيث يجبِر الشَّخص نفسه على التصرُّف بطرقٍ معينةٍ ومع الوقت يعتاد عليها.
عندما يكون تصرّف الإنسان حسناً فيسمى الخُلُق الحَسن مثل الصِدق وبر الوالدين وتقديم المساعدة والإيثار، بينما إذا كان التصرُّف سيئاً يسمى الخُلُق السيء، مثل الكذب
 .
العلاقة بين الأخلاق والإسلام
أولى الإسلام الأخلاق أهميةً بالغةً، فأمَر بمكارِم الأخلاق، وكان الأنبياء عليهم السلام هم أول الناس اتصافاً بالأخلاق الفاضِلة والنبيلة، وقد وضَّح الرسول صلى الله عليه وسلّم أنه بُعِث ليتمّم مكارِم الأخلاق.

الأخلاق الإسلاميّة تصلح لكل زمانٍ ومكانٍ، فليس لها وقتٌ محددٌ وتنتهي صلاحيتها، أو لا يمكن تطبيقها في مكانٍ معينٍ، فمثلاً بر الوالدين واجبٌ في جميع الأحوال والأوقات، والصِّدق لا يمكن تركه أبداً.

كما أنها تخضع لأحكامٍ ثابتةٍ وواضحةٍ في الشريعة الإسلاميّة، ولا تخضع لأهواء الشَّخص أو نظرته، فالإنسان قاصرٌ في تفكيره ونظرتِه ولا يمكن أن يجتمع الكل على نظرةٍ واحدةٍ لمفهوم الأخلاق، لذلك عندما قامت الشريعة الإسلاميّة بوضع القيودِ والحدودِ فإنها بذلك ضمِنَت توحيد مفهوم الأخلاق للجميع، وارتباط المفهوم النظري بالجانب العملي.

إنَّ المسلم يتّصف بالأخلاق اتجاه غيره بعيداً عن الأنانية، فيحب الخير لجميعِ النَّاسِ ويقدم المساعدةِ لهم دون انتظار المقابل بل كلّها لله تعالى من أجل كسب الأجرِ والثوابِ.
 أهمية الأخلاق
اكتساب الأجر والثَّواب وتحبيب الناس غير المسلمين بالدين الإسلاميّ، وبالتالي يُقبِل الأشخاص من الدِّيانات الأخرى إلى الدخول في الإسلام، فالالتزام بالأخلاق الحَميدة يعود على الشَّخص نفسه بالكثير من الأجر عند الله تعالى؛ لأنه يكون قد التزم بما أمر به، بل ربط الرسول صلى الله عليه وسلّم بين الإيمان والأخلاق؛ ففي الحديث لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أفضل إيماناً؟ قال صلى الله عليه وسلم : "أحسنهم أخلاقاً " ((رواه الطبراني في الأوسط))
الالتزام بالأخلاق الجيّدة أساس بقاء الأمم؛ لأن أفرادها يرتبطون معاً بعلاقاتٍ جيدة، بينما الأمة التي تكثر فيها الأخلاق السيئة فإن انهيارها يكون سريعاً
تحقيق المودة والرحمة بين أبناء المجتمع.
ما أهمية الاخلاق
تبقي الأمم والحضارات باستمرار ودوام الأخلاق والقيم فيها، فبدون الأخلاق تكون حياة النّاس منفلتةً من كلّ عقال، ذلك بأنّ منظومة الأخلاق في المجتمع تشكّل ضوابط له تحكم سلوك الأفراد فيه وتخرجها بصورةٍ حسنةٍ جميلة، فحين يتكلّم الإنسان عن خلق الصّدق وأهمّيته للمجتمع مثلاً، فذلك يعني أنّه عندما يكون النّاس صادقين في تعاملهم فإنّ ذلك ينعكس على زيادة الثّقة فيما بينهم، فترى الإنسان يتعامل مع النّاس وهو يشعر بالرّاحة والأطمئنان بأنّ من يتعامل معه يصدقه في كلّ شيء، وبالتّالي تتيسّر معاملاته وتنجز بأسرع وقت، وكذلك سائر الأخلاق، وحتّى نتعرف على أهميّة الأخلاق يجب أن نعرف آثارها على الفرد في علاقته مع ربّه، وكذلك أهمّيتها بالنسبة للمجتمع ككل، فنقول :

إنّ الأخلاق بالنسبة للفرد تشكّل جانباً كبيراً من إيمانيّاته، بمعنى أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قد جاء ليتمّم مكارم الأخلاق، كما بيّن النّبي الكريم فضل حسن الخلق في الدّنيا والآخرة، وأنّ أقرب النّاس مجلساً إليه أحسنهم خلقاً، وبالتّالي فإنّ التزام المسلم بالأخلاق ينبع من أهمّيتها في توثيق علاقته مع ربّه، ورفع درجاته، فالمسلم حين يكون تعامله حسناً مع النّاس فإنّه يثاب على ذلك، ولذلك يسعى كلّ مسلم لأن يزكّي نفسه بالأخلاق ابتغاء مرضاة الله تعالى.

أمّا أهميّة الأخلاق في المجتمع فتظهر عندما ترى صور التّكافل والتّراحم وحسن الخلق بين النّاس، فعندما يكون الإنسان صادقاً مع النّاس ولا يغشّ في بيعه وتعاملاته فإنّ ذلك ينعكس على علاقته مع النّاس فيحبّه الناس لأجل ذلك، وتزيد الثّقة بين النّاس بعضهم البعض، وترى خلق التّسامح في المجتمع والعفو يحدث آثاراً عجيبةً في المجتمع، فإذا عفا أحدٌ من النّاس عن إنسان ظلمه أو اعتدى عليه تغيّرت مشاعر المعتدي فتراه يشعر بالذّنب لما اقترفه بحقّ أخيه عندما يستشعر حسن الخلق في أخيه وكيف عفا عنه، وكذلك خلق الأمانة التي تعدّ من سمات المتّقين، فترى المجتمع الذي يكون فيه هذا الخلق متوادّاً متراحماً يؤمن بعضه بعضاً، فلا يخاف أحدٌ من جاره أن يسطو عليه في غيبته مثلاً، وترى النّاس تستأمن بعضها في كلّ شيء، ولا يتردّد المسلم في وضع الأمانات عند النّاس لأنّه يؤمن بأنّها لن تضيع، وإنّ هناك أخلاق كثيرةٌ لا مجال لحصرها يساهم وجودها في المجتمع في بناء أمّة حضاريّة تتقدم باستمرار بين الأمم بما تملكه من رصيدٍ أخلاقي ومنظومة قيمٍ ومثل.

أهمية الأخلاق في بناء المجتمع

لقد كانت حياة الإنسان في بداية وجوده على الأرض غير منظمة ولا تحكمها أية قواعد إلى أن بدأت الرسالات السماوية بالتوالي لتعريف الناس بكيفية التعامل مع بعضهم البعض وكيفية التعامل مع الخالق عزّ وجلّ، فالأخلاق هي أساس المعاملة الحسنة بين البشر وبها ترتقي المجتمعات وكم من مجتمعات سمعنا عنها في التاريخ وقد مسحت عن وجه الأرض بسبب عدم وجود الأخلاق بين أفرادها وانتشار الفساد والطغيان والاستبداد حيث القوي يأكل الضعيف وكم من حاكم قامت عليه الثورات لسوء أخلاقه فالأخلاق هي أساس أي مجتمع مهما كان كبيراً أو صغيراً.

يبدأ الإنسان في اكتساب الأخلاق من بيته وأهله وبعدها ينتقل إلى خارج بيته كالمدرسة والجامعة أو إلى العمل وقد يكتسب أخلاق غير التي تربى عليها في بيته فإن كان المجتمع الذي يعيش فيه تسود فيه الأخلاق الحميدة فهو بالطبع سوف يسير باتجاه هذا التيار المتعارف عليه في مجتمعه، ولا ننسى بأنّ الإسلام هو من أكثر الديانات التي حثت على الأخلاق الحميدة كالصدق والأمانة والتسامح والعفو والعديد العديد وصحيح أنّ الغرب لديهم الكثير من الأخلاق لكن من يبحث يجد أنّ جميعها موجودة في ديننا الحنيف، فنرى أنّ الإسلام اهتم بجميع التفاصيل المتعلقة بالتعامل بين الناس وعلى رأسها العدالة التي إن طبقت بشكل صحيح فإن المجتمع سوف يرقى بشعبه لأنّ معظم الأخلاق السيئة تأتي من عدم وجود نظام عادل يحكم بين الناس فالفروق الطبقية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف فإذا قامت الدولة بتطبيق العدالة ومحاربة الفقر وتوفير فرص العمل قلت نسبة الفساد والسرقة، وهذا كان كمثال، ومن هنا نستطيع التأكد بأن الأخلاق هي أساس بناء أي مجتمع سواء كان إسلامي أم لا.

تقود الأخلاق الجيدة الى وجود مجتمع متماسك وخالي من الجرائم ومظاهر الفساد المختلفة وبالتالي مجتمع قوي وأمة قوية لا تهاب أحداً ولا ترضخ لأحد، لذلك فإنّ تربية أبنائنا هي أمانة في أعناقنا ونحن مسئولون أمام الله عن حسن أخلاقهم فإذا اهتم كل أهل بتربية ابنهم على أسس صحيحة نشأ لدينا مجتمع تقل فيه مظاهر الفساد ولا يمكن أن يخلو أي مجتمع من مظاهر الفساد لأنّه لا شيء كامل بل هي نسبة وتناسب فإذا تعاون كلٌّ من الأُسرة ومراكز التعليم والدولة أيضاً في وضع قوانين وأسس صحيحة تخلق إنسان سليم يفكر أكثر من مرة قبل الإقدام على الخطأ فإنّنا حتماً سنحصل على مجتمع سليم راقي في فكره ومتقدّم في العلم والتحضر بعيداً عن الأفكار والأخلاق التي كانت سائدة في الجاهلية، كالانشغال بالنميمة والكره والغدر إذ لا بدّ من توجيه الإنسان إلى ما هو مفيد وما يمكن أن يقدمه لمجتمعه حتى يرتقي.

أهمية الأخلاق في الإسلام

الأخلاق جمع كلمة خُلق وهي في اللُّغة تعني الطَّبيعة والسَّجيّة والطَّبع الذي عليه الإنسان، وهي مكنوناته الدَّاخليّة وطباعه الخفيّة، أمّا الأخلاق اصطلاحًا فهي طبيعة النَّفس الإنسانيّة الثّابتة التي لا تتغيّر مع الظُّروف والحالة الاجتماعيّة والتي ينتج عنها صُدور أفعالٍ؛ فإذا كانت هذه الأفعال محمودةً من قِبل النّاس والمجتمع والأعراف قيل عنها أخلاقًا حسنةً، أمّا إذا كانت أفعالًا منبوذةً يمقتها المجتمع والنّاس قيل عنها أخلاقًا سيئةً.

الرَّسول صلى الله عليه وسلم قال عن نفسه:"إنّما بُعثتُ لأتمم الأخلاق"؛ فالإسلام جاء ليُكمل بناء الأخلاق الحسنة ويُضيف عليها ويُحرّم ما كان سيئًا منها ومذمومًا؛ فالإسلام أكّد على أخلاقٍ كانت منتشرةً في الجاهليّة كإطعام الطّعام، ونُصرة المظلوم، وفكّ الأسير، وحماية الأعراض، وردّ الأمانة، والإحسان إلى الغريب وعابر السّبيل، وإكرام الضّيف، وغيرها من الأخلاق الكريمة.

التحلّي بالأخلاق الحسنة يأتي من التّربية الصّالحة من قِبل الأبوين والمدرسة، أو عن طريق التَّخلُق؛ أي تعويد النّفس على التّحلي بخُلقٍ ما حتى يصبح جزءًا أصيلًا من النّفس البشريّة مع التّوسل لله بالدُّعاء الذي علّمنا إيّاه الرّسول صلى الله عليه وسلم:"اللهم اهدِني لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرِفْ عني سيِّئَها، لا يصرِفُ عني سيِّئها إلا أنت ".
 أهميّة الأخلاق في الإسلام
يُمكن أنّ نلمس أهميّة الأخلاق في ديننا الحنيف من خلال :
الغايّة من البعثة المُحمديّة نشر الإسلام وإكمال وتأكيد مكارم الأخلاق؛ فالأخلاق الحميدة والأفعال الصّائبة هي الدّليل على هويّة الإنسان المسلم، فالعقيدة والانتماء الدِّينيّ لا يُرى بالعين وإنّما يُلمس بالأفعال.

الأخلاق ليست مجرّد أفعال يُحمد عليها الإنسان بين النّاس وإنّما هي عبادةٌ يتقرّب بها العبد لله وينال عليها الأجر والثواب من عنده.

الأخلاق أهمّ مؤشرٍ على بقاء الدّولة والأمم؛ فكم من أممٍ زالت ومُحيت عن وجه الأرض بسبب سوء أخلاقها كما حدث مع قوم لوط وغيرهم من الأمم الهالكة.
التّعامل بالخُلق الحسن سببٌ لنشر المحبة والمودّة بين النّاس ودفع العداوة والقضاء على الكراهيّة.

نشر الفضيلة بين النّاس ومحاربة الرَّذيلة ومساوئ الأخلاق التي تتسبّب في نشر الجريمة والانحراف.

الأخلاق الإسلاميّة صالحة للتَّطبيق في كُلّ زمان ومكان؛ فهي تفرِض على جميع المسلمين المُعاملة الخُلقيّة الحسنة مع المسلمين وغير المسلمين على مُختلف أديانهم وأعراقهم وأفكارهم، كذلك الخُلق الرَّحيم في التّعامل مع الحيوانات والبيئة.

تَحديد الأخلاق في مختلف المجالات لضمان الحقوق وكي لا يعتدي أحدٌ على أحدٍ؛ فللتّجارة أخلاق، وللبيع، وللحرب، وللجوار أخلاقٌ للتّعامل مع الوالدين والأبناء، وبين الزَّوجين.

مفهوم الأخلاق
 تعرف الأخلاق لغةً على أنها الطبائع التي يتطبع بها الإنسان، أما اصطلاحاً فليس هناك ثمَّة فرق كبير عن المعنى اللغوي، فالأخلاق اصطلاحاً تًعرَّف على أنها القواعد المنظمة لسلوك الإنسان، والتي تتحكم في أفعاله، وردود أفعاله التي تصدر عنه، فإما أن تكون حسنة فيكون الإنسان ذا أخلاق حسنة، وإما أن تكون سيئة فيكون الإنسان ذا أخلاق سيئة
من الناحية الشرعية ترتبط الأخلاق ارتباطاً وثيقاً بنظرة الإسلام إلى مختلف التصرفات، والأفعال، وردود الأفعال الإنسانية، فقد تختلف هذه النظرة في أحيان قليلة عمَّا تعارف عليه الناس وصار بنظرهم خُلُقاً حسناً، أو على الأقل عادة مقبولة اجتماعياً، غير أنها في الغالبية العظمى من الأحيان تقرُّ ما أقرَّه الإنسان من أفعال حميدة وأخلاقية، وتنفِّر مما يَنفر منه الإنسان من أفعال مذمومة، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الإسلام ديناً مقبولاً من الناحيتين الفطرية والأخلاقية على حدٍّ سواء، فالنظرة الإسلامية الشرعية حتى لو تعارضت مع خُلُقٍ، أو عادة اجتماعية سائدة، فهذا التعارض هو لصالح الإنسان؛ ذلك أن الإنسان يجهل في بعض الأحيان مصلحته نظراً لوقوعه تحت هيمنة رغباته، ونزواته، ونظرة من حوله إليه.
 الأخلاق والسلوك والحضارة
تعتبر الأخلاق المعيار الأساسي والرئيسي للسلوك الإنساني، فبقدر ما تتوفر الأخلاق الكريمة، والرفيعة في نفس الإنسان، بقدر ما يكون سلوكه منضبطاً ضمن الأطر الصحيحة للسلوك الإنساني، وبقدر ما تكون حياته هانئة، على الأقل من الناحية الداخلية النفسية، فبعض من يتمتعون بالأخلاق الرفيعة يعانون الأمرَّين عند تعاملهم مع من حولهم، خاصة إذا كانوا محاطين بمجتمعات فاسدة منحلة، بعيدة عن الفطرة الإنسانية السليمة كلَّ البعد
هذا وقد اهتم الفلاسفة، والمفكرون، وعلماء الدين بالأخلاق منذ العصور القديمة، وقدموا العديد من الأطروحات، والدراسات، والأفكار التي تثري هذا الموضوع، فالأخلاق تعتبر العامل الأساسي، والركن المتين الذي إن توفر أولاً في المجتمعات الإنسانية قامت حضارات عظيمة، ينظر إليها أبناء المجتمعات الأخرى بنوع من الاحترام، ويتفاعلون معها بشكل إيجابي.

في عصرنا الحالي، ونظراً لما يعانيه العالم اليوم من مشكلات لا أخلاقية لا حصر لها، يبقى الأمل الوحيد أمام الإنسانية معقوداً بناصية الأخلاق، فالمستقبل للمجتمعات الأخلاقية، بغض النظر عن هويتها، أو عن أفكارها، أو عن أهدافها، أو عن عاداتها. فالتحلي بالأخلاق الحميدة يحمي المجتمعات من مشكلات مدمرة؛ كالحروب، وانتشار الآفات الاجتماعية، والمخدرات، والمجاعات، وتجارة الجنس، وتجارة الأطفال، وعمالة الأطفال، وبيع الأعضاء البشرية في الأسواق السوداء، وأكل أموال الناس بالباطل، وامتهان المرأة، والثقافة الاستهلاكية، وازدراء الآخر، وأخيراً حفظ الأرض من التحديات البيئية العديدة التي تواجهها، والتي تهدد مستقبل الإنسانية جمعاء.

مكارم الأخلاق

  أهم ما ميز الرسول صلى الله عليه و سلم
 كما نعلم فإن الدين الاسلامي هو دين المعاملة ، أساس المعاملة هو حسن الخلق وكان الرسول " صلى الله عليه وسلم " يتصف بمكارم الأخلاق ، وكانت هذه من أهم المميزات التي تمتع بها الرسول ، والتي حرص على تعليمها لأصحابه . وكان الرسول شديد الحرص على توصية أصدقاؤه بحسن الخلق وبمكارم الأخلاق ، وقال لهم بأن " أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً ، وأبعدكم عني مجلساً الرثاون والمتشدقون"
 
. أهمية التمسك بالأخلاق الحميدة
في الحديث السابق دليل واضح على أهمية التمسك بالأخلاق في التعامل مع الناس ، حيث أن المعاملة الحسنة تجعل الانسان أقرب ممن حوله ،كما أنه يستطيع أن يصل إلى قلوب من حوله ، ومكارم الأخلاق تكسب الانسان الدارين الآخرة والدنيا ، فهو سيجد محبة شديدة ممن حوله من الناس ، كما أنه في الدار الآخرة سينال صحبة الرسول في الجنة
كما أن الانسان الذي لا يتمتع بمكارم الأخلاق بل من تتصف أخلاقه بالسوء فهو لا يحظى بأي سعادة ، حيث أن الناس تنفر منه في الدنيا ، كما أنه لن ينال صحبة الرسول في الآخرة
 
. أهمية التمسك بالأخلاق الحميدة و أثره على المجتمع
والأخلاق لم تقتصر فقط على المسلين بل شملت جميع الناس من مختلف الديانات ، حيث أن حسن الخلق يعني النهوض بالمجتمع والرقي به ، فعندما يراعي الانسان حرمة أخيه الانسان ،أو عندما يتلفظ ألفاظاً حسنة أثناء الحديث معه ستبقى الألفة قائمة بين الناس على مر العصور
 
. أهمية الأخلاق الحميدة و أثرها على عمل الإنسان الصالح
كما أن حسن الخلق من أكثر الأعمال التي يتقرب بها الانسان إلى الله ، وهي كفيلة بأن تزيد حسنات الانسان في ميزانه، وإن صاحب الخلق الحسن يكون من خير ما على الأرض ، حيث أن الرسول كان دوماً يشدد في التحذير من إيذاء الآخرين سواء باللسان أو باليد  أو حتى من خلال النظرات
 
فلو تخيلنا مجتمع لا يحترم فيه أحد الآخر ،كما ترك الكل أخلاقه ، سنجد أن هذا ينتهك حرمة بيت هذا ويهتك عرضه ، كما أن سوف يقوم بالتعدي على حقوق هذا دون أن يشعر بأدني ذنب ، الأمر الذي يعني فساد المجتمع وتهتك العلاقات لأبعد حد ، وعلى قول الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن ذهبت اخلاقهم ذهبوا

. أمثلة على الأخلاق الحسنة
كما أن حسن الخلق عند الله عظيم تماماً كعظمة القيام والصيام ، حيث أن الخلق الحسن يقيد صاحبه من ارتكاب المعاصي ، ومن أمثلة حسن الخلق : 

رفع الأذى عن الطريق ، الاحسان إلى الفقير ، العطف على الصغير ، واحترام الكبير ، الاحسان إلى الشيخ الكبير وإلى السيدة العاجزة الضعيفة ، الاحسان إلى الزوجة وإلى الوالدين ، أن يسلم الناس من لسان الانسان من أذاه ، كما أن يكون محبوباً بين الناس في جميع الأمور التي يفعلها .

ما هي مكارم الاخلاق

تعتبر الأخلاق هي الضّامن الوحيد لاستمراريّة الحياة على سطح الكرة الأرضيّة بسلام ومودّة ومحبّة، وهي الضّامن أيضاً لاستمرار النّهضة، فانعدامها يعني الدّمار والخيبة والخسران، ليس على الإنسان فقط، بل تنعكس آثارها السّلبية على المجتمع، بل تؤدّي إلى تضرّر جميع المخلوقات والكائنات وأشكال الحياة أيضاً، وهي عملية تراكميّة بامتياز، متنوّعة مصادرها، فقد يستمد النّاس أخلاقهم من العادات والتقاليد والأعراف المتّبعة، وقد يقوّم الدّين أخلاق النّاس، منخلال إضافة الأخلاق الحميدة، ومحو الأخلاق السّيئة التي نشؤوا عليها، لهذا فالأديان ضرورية جداً للنواحي الأخلاقيّة، إضافةً إلى وظيفتها الرّئيسية الأخرى، والمتمحورة حول تعريف النّاس بخالقهم وربّهم المعبود، وكذلك فإنّ التّفاوت الأخلاقي بين النّاس موجود، نظراً لاختلاف البيئات التي ترعرعوا فيها، ونظراً أيضاً لاختلاف أهمّيتها عند النّاس، فبعض النّاس يضربون بها عرض الحائط ويعتبرونها معيقاً للطموح والتقدّم والنّجاح، فهم بذلك يدوسون على إنسانيتهم وعلى من حولهم، حتى يستطيعوا الوصول إلى أهدافهم وغاياتهم الدّنيئة الرّخيصة، والتي ستسبّب لهم ولمن حولهم الهلاك والخسران.

ولطالما عانت الحضارات والبشريّة والدّول والشّعوب من انعدام الأخلاق عند ساستها وقائديها، ومن يتولون أمورها ويديرونها، فقد أدّى ذلك إلى طحن العديد من البشر برحى الموت، وآخرها ومن أكبرها ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثّانية، من دمار وخراب اجتاح العالم أجمع، وقضى بسببه ملايين النّاس والبشر.

كما تتنوّع الأخلاق لتشمل العديد من الشّمائل، مثل الصّدق، والأمانة، وحبّ الغير، والحرص على النّاس، وعلى أموالهم، وحيواتهم، وممتلكاتهم، وأعراضهم، كما تشمل أيضاً الابتعاد عن الغيبة والكلام الفاحش، والإخلاص في العمل، والنّزاهة، ومكارم الأخلاق قطعاً لا يمكن عدّها ولا إحصاؤها، ولكنّ أعظم البشر أخلاقاً على الإطلاق هم الأنبياء والرسل - عليهم السّلام - فهم حازوا عليها وجمعوا الأخلاق الحسنة و ابتعدوا عن الأخلاق السّيئة، يليهم المتديّنون بصدق والعارفون بالله، وأصحاب الأرواح العظيمة، حتى لو كانوا غير متديّنين، والسّبب في اجتماع الأخلاق الحميدة مع التديّن الصّادق والعميق، هو أنّ المتديّن يسعى للوصول إلى الكمال المطلق، وكلما ارتقى أكثر في تديّنه ومعرفته بالله كلما عظمت أخلاقه، لهذا كله فالرّسل هم أعظم البشر أخلاقاً، لأنّهم أعرف النّاس بالله
 
 أحاديث تدعو إلى حسن الخلق

إنّ أساس هذا الدّين العظيم هو مكارم الأخلاق ومحاسنها، فقد روى البيهقي أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق", وإنّ كلمة البرّ هي الجامعة لمعاني الدّين، قال عنه النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" البرّ حسن الخلق "، رواه مسلم

وقد اتصف النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - بما وصفه به الله سبحانه وتعالى، وأثنى عليه بحسن الخلق، فقال جلّ وعلا:" وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "، القلم/4، ومن الأحاديث الواردة في حسن الخلق ـ وهي كثيرة ـ ما وراه الإمام مالك في الموطأ بلاغاً أن معاذ بن جبل قال:" آخر ما أوصاني به رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: أحسن خلقك للنّاس يا معاذ "، وروى الإمام أحمد وأصحاب السّنن أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم ". 

وقال صلّى الله عليه وسلّم:" إنّ من أحبّكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً "، رواه الترمذي، وقال صلّى الله عليه وسلّم :" ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق "، رواه أصحاب السّنن. 

أخلاق الرسول صلى عليه وسلّم
لقد قال النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - عن نفسه:" إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم "، رواه البخاري، وقال صلّى الله عليه وسلّم:" إنّ مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل النّاس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النّبيين "، رواه البخاري.

ويقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:" إنّ الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته "، وقال القاضي عياض:" .. وأمّا الأخلاق المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها، وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخُلق، فجميعها قد كانت خلق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ "، وقد بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّداً - صلّى الله عليه وسلّم - ليتمّم مكارم الأخلاق، وذلك لأهمّيتها للفرد والأسرة.

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إنّما بعثت لأتمّم صالح الأخلاق "، رواه أحمد، وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:" لمّا بلغ أبا ذر مبعث النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال لأخيه:" اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرّجل الذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثمّ رجع إلى أبي ذرّ، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق". رواه البخاري
وأمّا عن أخلاقه العامّة فقد قال صلّى الله عليه وسلّم:" خياركم أحاسنكم أخلاقاً "، رواه الترمذي، وقال:" إنّ من أحبّكم إليّ أحسنكم أخلاقاً "، رواه البخاري.

بحث عن مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

الأخلاق هي مجموعةٌ من العادات والسُّلوكيّات والتّصرّفات والأقوال والأفعال التي تنبع من ذات الإنسان وضميره وقناعته؛ فالخير والشّر داخله في صراعٍ دائمٍ، فمتى غلب خيرُه شرَّه أصبح صاحب خُلُقٍ عظيمٍ، وجزءٌ من الأخلاق تُكتسب بالتّربية الصّالحة والاعتياد على سلوك الأوائل من ذوي الأخلاق الحميدة، وهذا الجزء يقع على عاتق كلّ وليّ أمر من الوالدين والمدرسة والمعلّمين والمجتمع، ومكارم الأخلاق هي أفضل الدّرجات في كلّ خُلُقٍ؛ فالأمانة خُلُقٌ كريمٌ ومن اتّصف بكمال الأمانة فقد وصل إلى مرحلة المكارم في هذا الخُلُق، كما كان يُوصف الرّسول صلّى الله عليه وسلم بالأمين الصّادق، وقال صلّى الله عليه وسلّم:"إنمّا بُعثت لأُتمّم مكارم الأخلاق".
وبالأخلاق تعلو الأمم وتنهض وتزدهر وتتقدّم، وهي دليلٌ على بقاء الحضارات وتقدّم شعوبها ورفعتهم؛ فيقلّ مُعدّل الجريمة والانحطاط والاستغلال، ولا يصعد الأغنياء والأقوياء على حِساب الفقراء والضُّعفاء.

أمثلةٌ على مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق جُمعت في الرّسول صلّى الله عليه وسلم فمن تحلّى بخُلُق الرّسول الكريم فقد تحلّى بمكارم الأخلاق، وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: "وإنّك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ"، وفي هذا المجال يقول الشّاعر أحمد شوقي: زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ يُغرَى بهنّ ويُولَعُ الكرماء ومن هذه المكارم ما يلي:

الحياء

الحياء هو الخجل من فعل القبيح وقوله، وكذلك الحياء من الله سبحانه والابتعاد عن فِعل ما يُغضبه، وأيضًا الحياء من المَلكَين الّلذين يكتبان الأعمال، والحياء من فِعل المعاصي والذّنوب والكبائر، فالحياء هو خُلق الإسلام الذي تميّز به عن كلّ الأديان السّماويّة.

العفو والصّفح

العفو عند المقدرة هو من أسمى الأخلاق، فلا ميزة في عفوٍ مع عجزٍ أو ضعفٍ، إنّما العفو هو أنْ تمتلك القدرة على الثّأر والعقاب لكنّك تؤثر العفو والسّماح إرضاءً لله، والصّفح الجميل هو أن تُسامح وتصفح دون أنْ تُلحق ذلك بالمنّ والتّذكير بعفوك أمام النّاس، وأشهر أمثلة العفو ما فعله الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مع كفّار قريش يوم فتح مكّة: "اذهبوا فأنتم الطُّلقاء".

الرِّفق والّلين

جاء في حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ من ضِمن الّلذين لا يدخلون النّار، كلّ إنسانٍ كان الّلين والسُّهولة والرِّفق من أخلاقه وصفاته في التّعامل مع أهل بيته وزملائه وأقاربه وكلّ من عرف ومن لم يعرف. وقد خاطب القرآن الكريم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّه لولا اتّصافك بصفة الّلين لتركك أصحابك؛ فالّلين سببٌ للقرب واستمرار المحبّة والمودّة بين النّاس، فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - قَالَ:" حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ ". ويُقابل الّلين والرِّفق، الغضب والفُحش في القول وما يرافق تلك الحالة من السَّبّ والشَّتم واللّعن والتّشاؤم، وكلّ تلك الصِّفات مكروهةٌ بغيضةٌ من الله سبحانه ومن خلقه.

دعاء الرّسول صلّى الله عليه وسلم في الأخلاق

الرّسول الكريم كان شديد الحرص على انتشار الأخلاق الحميدة في المجتمع المسلم؛ حتّى عندما جاء الإسلام أقرّ بعض أخلاق الجاهليّة التي تتوافق مع قِيم الإسلام وألغى بعضها الآخر؛ فكان من ضِمن دُعاء الرّسول الدُّعاء بالخُلُق الحسن:
  • "الّلهمّ اهدني لأحسن الأعمال، وأحسن الأخلاق، فإنّه لا يهدي لأحسنها إلّا أنت، وقني سيّء الأعمال، وسيّء الأخلاق، فإنّه لا يقي سيّئها إلّا أنت".
  • "الّلهم إنّي أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء".
  • "الّلهم جمِّل خُلُقي كما جمّلت خَلقي".

TV Online

ESPN | Brazil - TELEVISIKITA.NET -TV Online Gratis Free Live Streaming

ESPN | Brazil

Report broken channel